المشاركات

د.عبدالكريم بكار يكتب: كن أنت نفسك

صورة
لو استطعتم معرفة مشاعر الناس حول أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، لوجدتم أن أكثرهم يتطلعون إلى أن يكونوا في وضعية أفضل مما هم فيه، وهذا يعود إلى ما فطر الله تعالى عليه النفوس من حب الخير والاستزادة من النعيم . هناك ـ يا أبنائي وبناتي ـ من هو ليس راضيا عن القرية التي ولد فيها، وكان يتمنى لو ولد في مدينة كبرى، وهناك من يتمنى لو كان أبوه ثريا، فينشأ في أسرة مرفهة، وهناك أعداد كبيرة من البنات المتضايقات من أشكالهن وألوانهن، وهناك وهناك ... الرسالة التي أود أن يلتقطها أولادي هي أن الإمكانيات التي زودنا بها الخالق ـ جل وعلا ـ والظروف والأوضاع التي نشأنا فيها لا تتحكم في مستقبلنا على نحو كلي، فأنتم جميع تعرفون أن هناك آلاف الشباب والشابات الذين ولدوا في أحسن الظروف، وكان يتوقع لهم أن يكونوا اليوم من خيار الناس ومن أعظمهم نجاحا وفلاحا وسعادة، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث، فهم مخفقون في دراستهم وأعمالهم وحياتهم الخاصة، ويحيون على هامش الحياة، ولا يتمنى أحد منا لأولاده أن يكونوا مثلهم !! وفي المقابل ـ أيها الأعزاء والعزيزات!ـ هناك رجال عظماء غيروا مجرى التاريخ ونقشوا أسماءهم بأحرف من نور على صفحاته

المثقف في عالم الشبكات الاجتماعية

صورة
سادت في فترة زمنية سابقة صورة ذاك المثقف الطليعي الذي يريد أن يخبر الناس أين الطريق وما معنى الثقافة وما أفضل الخيارات لحياتهم. إنه ذاك المثقف الذي مازال يراوح مكانه، ويرى أن الخلل في الشعوب التي لم تأت لتسأله أو لتسلمه مقاليد الأمور ليرشدها إلى الطريق الذي يوصل إلى الحداثة والتطور أو إلى الحق والحقيقة. لا يخالط الناس كثيراً، يظهر ويلبس بما يميزه عن العامة الذين مازالوا في طور التعلم. يعرف كتباً ويروي عنها، وأحيانا بالنص، لتبهر الجمهور الذي يرى في هذا قمة العظمة، إنه لم يسمع بهذا الكتاب، ولا بتلك الأسماء الرنانة، يُسأل ليُجيب ويُصدر الأحكام التي ليست قابلة للاستئناف ولا المناقشة، فمن سيجرؤ على مناقشته؟ في المقابل، يظهر مثقف الشبكات الاجتماعية بصورة مبتسمة على صفحته الانترنتية، وبلباس أقل ما يقال عنه: عادي. يُناقَش ويناقِش، ولا يغضب حينما يسفه قوله، بل يُظهر، قدر استطاعته، تلطفه وتقبله للنقاش. المثقف العصري لا يحب ذكر أسماء مؤلفين وكتاب ليظهر مدى تبحره العلمي والمعرفي، إنه فقط يذكر فكرته مجردة من أي عزو أو إسناد، إنه شخص ظريف يحب الآخرين، لا يحمل شحنات صدامية مع أطراف معينة. لا يع

د. عائض القرني يكتب: احذروا العباءة الفرنسية

صورة
انهمكنا في المسائل الفرعية عن المسائل الكبرى، وتشاغلنا بالجزئيات عن الكليات، وصار حديثنا وكتاباتنا وردودنا وجدلنا وصراخنا ونواحنا عن العباءة الفرنسية والاختلاط والخلوة وحكم الموسيقى والأخذ من اللحية والعدسات الملونة للمرأة وحكم صبغ الحواجب وغيرها من المسائل، وهذه مسائل لا بد أن يبين حكمها الفقيه والعالم بقدرها وحجمها . لكن المشكلة في هذا السخط والاهتمام الكبير وانشغالنا بها عن أصول الديانة وقواعد الملة ومقاصد الشريعة وكبار المسائل في الحياة، تركنا تجميل صورة الإسلام للعالم وأهملنا الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ونسينا تزكية النفوس وتطهير الضمائر وتصحيح العقيدة وإصلاح الأخلاق وطلب العلم النافع وعمارة الأرض وحماية البيئة وامتثال سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وللأسف ما زلنا نتطاحن فيما بيننا بردود غاضبة مزعجة ونفوس متشددة مع التهديد والوعيد حول مسائل تغطية وجه المرأة وكشف وجه المرأة وقيادة المرأة للسيارة والاختلاط والخلوة وأحكام غرفة النوم حتى خشينا على أنفسنا أن نقع بسبب هذه المسائل في حرب أهلية، فكتّاب في الصحف يصفون من خالفهم بالجمود والتزمت والتخلف والأفكار الرجعية والنفس

مشرف حسين يكتب: الإنسان يحتاج إلى الروحانية

صورة
ما هو دور الذكاء الروحاني في وقت الأزمات السياسية؟ المصريون شعب روحاني جداً، و هذا ما يمكنني قوله بسبب تجربتي الشخصية الأولى أثناء دراستي في أقدم جامعة مسلمة في العالم وهي جامعة الأزهر المرموقة، المصريون بسطاء ومتواضعون ولهم أخلاق حميدة وذكاء روحاني، وقراءتهم للقرآن المجوّد لا مثيل لها، وعلومهم الإسلامية هي الأفضل في العالم وأكتافهم العريضة القوية تستطيع حمل أي شيء يلقيه التاريخ عليها! هذا هو ما يعطيني الأمل وأنا متفائل بأنهم سيستطيعون الخروج من هذه الأزمة بنجاح، وبدون أن أبدو متعالياً أود أن أعلن أن المصريين شعب عظيم لديه ما يكفي من رأس المال الأخلاقي والروحاني ليواجه العجز الاقتصادي والسياسي، إن شاء الله . ما هو الذكاء الروحاني؟ الذكاء الروحاني هو المعرفة والفهم المطلوبان حتى يكون الإنسان ربانياً، أن يكون رحيماً، كريماً، محباً، مبدعاً، عادلاً، صبوراً، شاكراً، جريئاً، شجاعاً، وإضافة إلى هذه الخصال الرائعة فإنه العلم الذي يشرح علاقة الإنسان بربه والدوافع التي تجعله يحبه ويطيعه بحيث يعيش الإنسان متوافقاً مع الإرادة الإلهية، مما ينشئ شيئاً من الشعور بالله وذكره الدائم ويصبح الإنسان