د.مصطفي محمود: أسباب الفراغ الديني؟


الفلسفة تسألها السؤال فمش بترد عليك بجواب ده بترد عليك بعشر أسئلة فإذا سألت عشر أسئلة تخليهم ألف وما تطلعش منها بأي جواب أبداً تزداد حيرة هي يعني إذا كان لها فائدة فما أكثر من رياضة ذهنية هي نوع من الرياضة الذهنية فقط في قضية الوجود الإلهي والمعرفة الإلهية لا أكثر من رياضة ذهنية لكن ما تطلعش منها بشيء زي ما بيقولوا الفلسفة تعكر ولا تصطاد بالعكس كان رد فعلها علي المدي الطويل بالنسبة للجيل اللي بيقرأ من الشباب أنها خراجة جيل تايه متخبط إنسان العصر بتجد فيه حالياً كل الأنماط اللي تتصورها تجد المادي الذي يعبد المادة وتجد المذهبي الذي يعبد النظرية وتجد عابد نفسه وعابد هواه وعابد لحظته وعابد لزته وتجد العلماني اللي ما فكرش في أي حاجة ومسألة الدين وربنا مش مطروحة في ذهنه بالمرة هو يقعد يفكر في النملة ويأخذ دكتوراه في النملة وما يفكرش في رب النملة بالمرة يقولك أنا ليا اللي أدامي العلم يبني علي شواهد الحس فقط .. أنا ما أقدرش أبني أي قضية علي غيب ثم إن المسألة مش مطروحة في ذهنه لكن يبقي قلة من المؤمنين ومن أهل التخلق والكمال واضح أن في فراغ ديني مش بس هنا في المنطقة العربية أو منطقة الشرق الأوسط ده في العالم كله يعني المدهش أنك تبقي في أوروبا في قلعة العلم والتكنولوجيا وتلاقي جمعيات غريبة جداً تلاقي جمعيات وثنية تلاقي جمعيات سحر جمعية تحضير أرواح جمعية يوجا جمعية أطباق طائرة وليهم مجلات ولهم محاضرات ولهم مؤتمرات جمعية الاتصال بسكان المريخ جماعة بتعبد الشمس وبتتقابل في مصر في الهرم كل سنة جمعية العقيدة الأخناتونية لها بردوا جمعية في أوروبا تسمع عن واحد بيدعي النبوة أسمه مون وحواليه ملأ وناس تسمع عن جيم جونز يطلع في أمريكا ويجمع حواليه ناس وألوف ويقول لهم هي دي هتكون الجنة في جوايانا فأيه اللي يحصل في الجنة يجرع السم لكل أتباعه ويعملوا وليمة انتحار يموت فيها ألف ويتقل نفسه شيء غريب إزاي الناس دول مشيوا ورا الراجل اللي وعدهم بالجنة وبيكلمهم بلغة الإنجيل ولغة الديانة الكاثولوكية وعامل مبشر وعامل راجل راهبوعامل راجل بتاع كنيسة وبيجمع تبرعات وا إلي أخره إزاي الناس يمشوا متخدرين وراه وإزاي ينتهي الأمر إلي أنه يحرف الديانة لدرجة أنه يعملها مجزرة كانت قصة  عجيبة أوي قصة جيم جونز كلنا قرأنا عنها في الجرائد وعملوا عنها مسلسلات تليفزيونية وكتب رهيبة عن مجزرة جوايانا غير كده تلاقي بردوا في أوروبا جماعات شهود ياهو وبرج المراقبة اللي هي بقايا الجماعات الماسونية القديمة لسه موجوده ولها اتباع وعاملين يعملوا دعاية بقرب الساعة وإن القيامة علي الأبواب ولهم ناس ياما بيحضروا وكتب ومطبوعات شيء غريب قطعاً كل هذه الشواهد تدل علي فراغ ديني دي حقيقة في العالم كله إيه سببه ؟
سببه أولاً إن المؤسسات الدينية لم تستطع أن تتصل بالشباب اللغة المشتركة اللي بينها وبين الشباب مفقودة  لأن المؤسسات الدينية بتتكلم بلغة وديباجة قديمة مش عايزه تطور أسلوب المخاطبة بالمرة إحنا مش عايزين ما نقصدش الدعوة العصرية إن أحنا نغير المضمون إطلاقاً المضمون الديني ده مضمون أزلي لا يتغير لكن أسلوب التخاطب لأن الشباب الموجود دلوقتي اللي هو نتيجة تربية جامعية وتربية علمية متعود علي العبارة العلمية المختصرة أنك تحط إيده علي طول علي الحقيقة ومتعود علي النظرة العلمية التشريحية التحليلية للأمور ده أسلوب المؤسسات الدينية ما تطورتش في أسلوب الكلام أسلوب التخاطب والنتيجة إن في فجوة هائلة بين المؤسسات الدينية وبين الشباب أصبح الشباب ممكن يستمع لأي صارخ في برية يقوم يعرف لغة تخاطب ولو كان هذا الرجل مضل يجري وراه لأن في فراغ الفراغ كمان سببه إنهم شافوا الزعامات الروحية أدامهم والمثل الكبيرة بتتهاوي الشيوعية بتفشل الرأسمالية بتفشل الابن بيشوف أبوه اللي هو المفروض المثال بيشوفه يفجع فيه يخيب أمله فيه يعني شكل المجتمع كمجتمع في النهاية مجتمع فاشل ما بيديش صورة للشاب اللي طالع بأن هو ده الصح يحس إن كل شيء غلط طيب إيه هو الصح المؤسسة الدينية مش قادرة تكلمة مش قادرة توجد العبارة المشتركة اللي بينهم يكلموا  بعض فبيدي ودنه لأي صارخ في برية يقول أنا النبي أنا الله أنا حقول ده عمل فراغ ديني وعمل كل هذا التخبط الموجود.

.................................




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نشيد : إن أردتم أن تكونوا شامه بين الورى

د.مصطفى محمود: ما الجمال