حرب إليكترونية تشنها إسرائيل علي الشرق الأوسط
توضح الصورة الدول المصابة بالفيروس
إسلام الجارحي:
تعتزم وكالة تابعة للأمم المتحدة تضطلع بمساعدة الدول الأعضاء على تأمين بنيتها التحتية إصدار تحذير قوي من خطر فيروس الكمبيوتر (فليم)، والذي تم اكتشافه مؤخرا في إيران ومناطق أخرى من الشرق الأوسط.
وبرر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، موشيه يعالون، أمس الثلاثاء، استخدام الفيروسات المعلوماتية القوية «كسلاح إلكتروني» مثل فيروس «فليم»، (الشعلة)، الذي اكتشف مؤخرًا لـ«مواجهة التهديد النووي الإيراني».
وقال «يعالون»، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «من حق أي شخص يعتقد بأن التهديد الإيراني يشكل خطرًا كبيرًا اتخاذ تدابير مختلفة كتلك لوقفه»، ما أثار تكهنات حول احتمال تورط إسرائيل في هذا البرنامج المعلوماتي.
وأضاف «يعالون»: إسرائيل رائدة في مجال التكنولوجيا الحديثة وهذه الوسائل توفر لنا كل الاحتمالات.
من جهته، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه حدد لنفسه أن تكون إسرائيل في الأعوام المقبلة إحدى القوى الخمس الكبرى في المجال الافتراضي.
وقال في خطاب ألقاه بجامعة تل أبيب إن «القدرات التي نطورها تعزز سلطة الردع لدينا»، متوقعًا أن تزداد الاستثمارات أكثر (في هذا القطاع) خلال الأعوام المقبلة.
وقد أكد خبراء في شركة كاسبيرسكي لاب الروسية المتخصصة في برامج أمن الإنترنت, أن فيروس فليم الأكثر تطوراً حتى الأن ويستهدف دولاً في الشرق الأوسط ويعتقد أنه بدأ في الانتشار في اغسطس عام 2010 .
موضحين أن كشف الفيروس تطلب عامين من البحث والتتبع فيما تطلب تحليله سنوات عديدة وأشارت الأدلة أن الفيروس صنع من قبل دولة لاستخدامه في عمليات التجسس ويقوم بجمع كميات ضخمة من المعلومات الحساسة حيث يقوم بتسجيل المكالمات الصوتية التي تتم عن طريق الانترنت ويرسلها للجهة التي تقوم بالتجسس ويأخذ صوراً لما هو معروض علي شاشة الكمبيوتر ويتتبع ما يكتب علي لوحة المفاتيح.
وفي السياق ذاته ، قال ماركو أوبيسو منسق الأمن الإلكتروني بالاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة ومقره جنيف "هذا أخطر تحذير (إلكتروني) نوجهه على الإطلاق."
وأضاف في مقابلة مع رويترز امس الثلاثاء أن التحذير السري سيخطر الدول الاعضاء بأن الفيروس فليم أداة تجسس خطيرة، يمكن استخدامها في مهاجمة البنية التحتية الحساسة.
ويعد فيروس «فليم» امتدادًا للفيروسات التي يتم استخدامها في الحرب الإلكترونية بين أجهزة المخابرات المختلفة، بعد فيروسي «ستوكسنت» و«DuQu» اللذين ضربا إيران قبل عامين تقريبًا مما أدي إلي مسح بيانات من منشآت إيران النووية ، واللذين يعتقد بأنه تم تطويرهما بالتعاون بين جهازي المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.
وأضاف الخبراء أن الفيروس لا يسرق حسابات بنكية بل يسعي لتتبع أنشطة الأشخاص والشركات والمعاهد الأكاديمية والمؤسسات الحكومية وهو ما يعزز فرضية وقوف دولة وراء تطويره بغرض تعزيز مصالحها الأمنية وفقا لما ذكرته شركة كاسبيرسكي لاب الروسية المتخصصة في برامج أمن الإنترنت، والتي أرجع إليها الفضل في اكتشاف الإصابات.
تعليقات
إرسال تعليق