فتنة مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
فتنة مقتل عثمان هي أولى الفتن التي وقعت
في الدولة الإسلامية، وتعرف كذلك بـالفتنة الأولى، وهي بداية لأحداث جسيمة عُرفت في
التاريخ الإسلامي بـالفتنة الكبرى. أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ،
ثم تسببت في حدوث اضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب.
بداية
الفتنة
عبدالله بن سبأ من يهود صنعاء والمعروف
بإبن السوداء، أظهر الإسلام ووقف موقف العلماء، حاول التأثير في الأعراب والأمصار والذين
دانوا حديثاً بالإسلام. جعل يطعن في الخليفة عثمان ويقول أنه عين الولاة لقرابتهم به،
وأنه حرق المصاحف. أصبح لعبدالله بن سبأ أتباع ووصل الأمر إلى الخليفة فجمع أمراء الأمصار
في موسم الحج سنة 34 هـ وقد رأى أن يلين لهم ويؤلف قلوبهم.
في ذي الحجة من عام 35 هـ جمع المتمردون
أنفسهم من البصرة، والكوفة، ومصر، وبدءوا في التوجه ناحية المدينة المنورة؛ لإحداث
فتنة عظيمة ظاهرها مناظرة عثمان رضي الله عنه في ما وصلوا إليه من مطاعن في حقه وأظهروا
أنهم أتوا للحج .
وقد قسموا أنفسهم مجموعات :
• مجموعة
أهل مصر وعليهم الغافقى بن حرب وعبد الله بن سبأ.
• مجموعة أهل الكوفة وعليهم عمرو بن الأصم وزيد بن صولجان
العبدي.
• مجموعة أهل البصرة وعليهم حرقوص بن زهير السعدي وحكيم
بن جبلة العبدي.
وواجهوا عثمان رضي الله عنه إلا أنه قابلهم
بالحجج وأوضح لهم كذبهم وأفترائهم فتظاهروا بالطاعة والرجوع إلى بلادهم .
الرسالة
ومحاصرة بيت الخليفة
رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أنهم
وجدوا كتابًا مع البريد يأمر بقتل زعماء أهل مصر، وأنكر عثمان إرسال الكتاب، لكنهم
حاصروه في داره أربعين يومًا، ومنعوه من الصلاة بالمسجد، بل وحتى منعوا وصول الماء
إليه.
يرفض الإستسلام
للمطالب ويرفض القتال
أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة -رضي الله
عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قميصًا،
فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني". وأخرج الترمذي عن عثمان
أنه قال أيام حصاره : إن النبي -صلى الله عليه وسلم- عهد إلَيّ عهدًا، فأنا صابر عليه.
وقد رفض عثمان رضي الله عنه إراقة الدماء
ولو كانت للدفاع عنه ونهى الصحابة عن القتال وحاول أن يرد من حاصروه بالحوار والموعظة
الحسنة . سُئل على رضي الله عنه عن عدم نصرته لعثمان، فقال : إن عثمان كان إماماً،
وإنه نهى عن القتال: وقال من سل سيفه فليس مني، فلو قاتلنا دونه عصيناه.
مقتل عثمان
اقتحم المتآمرون دار عثمان رضي الله عنه
من الخلف (من دار أبي حزم الأنصاري)، وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن، وأكبّت عليه زوجته
نائلة لتحميه بنفسها، لكنهم ضربوا يدها بالسيف فقُطعت أصابعها، وتمكنوا من عثمان فضربوه
بالسيف، فسال دمه على المصحف الذي كان يقرأ منه، ومات شهيدًا في صبيحة عيد الأضحى يوم
الجمعة 18 من ذى الحجة سنة 35 هـ، ودفن بـالبقيع.
وكانت هذه شرارة نشوب فتن وحروب أخرى عديدة،
مثل حرب الجمل، ومعركة صفين، وبداية ظهور الخوارج.
تعليقات
إرسال تعليق